إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
شرح لمعة الاعتقاد
328979 مشاهدة print word pdf
line-top
إثبات صفة السمع والبصر لله تعالى

ثم ثبت أيضا صفة البصر في آيات كثيرة وصفة الرؤية في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا البصر: هو إدراك المبصرات يعني إدراك الأشياء, الله تعالى يرى كل شيء قال الله تعالى لموسى وهارون إنني معكما أسمع وأرى فأثبت لنفسه السمع وأثبت لنفسه الرؤية.
وقال تعالى: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ أثبت لنفسه الرؤية وصفة العين والأعين والرؤية والسمع والبصر كلها صفات ذاتية, ملازمة للذات يعني: أن صفته كونه يسمع ويرى صفة ملازمة لذاته سبحانه وتعالى لا تنفك عنه هذه الصفة, ولا شك أن هذه كلها صفات كمال وأن نفيها صفة نقص فلذلك اعترف بها الأشاعرة أثبتوا صفة السمع والبصر؛ لأنها صفات كمال, ونفاها المعتزلة, وبالغوا في نفيها وادعوا أن إثباتها يعتبر تشبيها كما قالوا.

line-bottom